باشرت جمعية arcenciel بتنفيذ المشروع المتعلق بالتدابير البديلة للتدابير المانعة للحرية بتمويل من منظمة اليونيسف في لبنان و بالتعاون مع مصلحة الأحداث في وزارة العدل، وذلك بعد الحصول على الموافقة الرسمية من قبل  وزارة العدل.

 يهدف هذا  المشروع النموذجي الى تنفيذ القرارات المتخذة حسب ما ينص عليه القانون 422/2002 وهو التأهيل عبر اعداد برامج متخصصة هادفة الى اعادة دمج الأطفال وحماية المخالفين للقانون والمعرضين للخطر.

ان مدة هذا المشروع هي سنة كاملة يتم من خلالها العمل مع 40 طفل كحد أقصى يتم تحويلهم من محكمة الأحداث وذلك بالتعاون مع جمعية UPEL ، الى 3 من مراكز جمعية arcenciel في بيروت-جسر الواطي والبقاع-تعنايل والشمال-حلبا .

يستمر هذا المشروع لمدة اربعة فصول وقد بدأ الفصل الأول في بداية شهر كانون الأول من العام 2005 حين تم تحويل 3 أطفال الى مركزي الجمعية في الشمال وبيروت, وبعد نهاية المهلة المحددة للتدريب والتقييم اكدت النتائج على ان التجربة كانت ناجحة واستقبل المركز بعد ذلك 5 اطفال آخرين.

قام الأطفال بمتابعة التدريب على اكمل وجه بمساعدة متخصصين في مجالات ورشات العمل التي اختاروها ضمن مراكز الجمعية كالعمل في الكافيتيريا ومشغل الالكترونيك ومشغل التنجيد وذلك من خلال متابعة العامل الاجتماعي ودعم العائلة على كافة الاصعدة.

بعد انتهاء فترة التدريب التي نص عليها قرار المحكمة بعض الاطفال عاد ليتابع المناهج المدرسية والبعض الاخر اعيد دمجه في المهنة التي يحترفها أو تدرب عليها وقد تمت اعادة الدمج ضمن اطار برنامج الدمج المدرسي والمهني مع متابعتهم ضمن عائلاتهم بهدف الحد من الاضرار الناتجة عن الاساءة والعمل على تحسين الظروف العائلية.

ان هذا المشروع هو رائد في هذا المجال. ولا زال العمل بأحكام القانون 422/2002 بطيء، لأسباب عديدة لعل أهمها يعود الى حداثة هذا القانون، والى ضرورة بذل الجهود لتعزيز ثقة القضاة بالمجتمع المدني، وقدرته على تأمين الجو الأفضل لهؤلاء الأطفال والشباب الجانحين، ومضاعفة حظهم بالعودة الى حياة طبيعية، واستعادة مركزهم ضمن مجتمعهم.

وان جمعية arcenciel   تضع طاقاتها وقناعتها بقدرات كل انسان على التطور تحت تصرف هذه التجربة، مؤمنة الى الأولاد الذي يعهدهم اليها النظام العدلي، ليس فقط التدريب والتعلم، وانما كافة الخدمات المتوفرة لديها, صحية ام تأهلية ام ترفيهية..