|
|
|
|
|
ان
المراحل الأساسية التي يمرّ بها الأحداث المحتجزين هي الآتية:
|
|
1-
مرحلة الصدمة |
|
إنها المرحلة الأولى التي يمرُ بها الحدث السجين وهي تمثِل دخوله الى
السجن واتصاله الأول بهذا المحيط الذي لم يخيَل إليه يوما أن يكون فيه.
يجد الحدث نفسه في محيط يحرمه من حريته وهي الغالية على قلبه....
يرغب الحدث بالمحافظة على وضعه كزائر لم يزج في السجن الا من فترة
وجيزة. تصدمه رؤية الأحداث أمثاله الذين ما عادوا يعتبرون من الزوار بل
أضحوا من أسياد السجن..... أسياد لا يخفى على أحد شعورهم بالانكسار،
ورغم مظهر القوة الذي يحاولون التباهي به أمام القادم الجديد، لا يصعب
علينا التنبّه الى القلق الذي يرتابهم... قلق سوف ينقضُ عليهم يوماً
تلو الآخر.
ويضاف الحدث على لائحة هؤلاء الذين ينتظرون ذاك الانتظار الذي قد
يستمرُ طويلا قبل اتخاذ القرار بشأن مصيرهم. |
|
2-
مرحلة التكيُف |
|
تختلف مدة هذه المرحلة اختلافا كبيرا بين شخص وآخر حسب الحالات فقد
تستمرُ من أسابيع الى أشهر حسب الجرم المرتكب وقدرته على التأقلم.
ويبدأ الحدث في هذه المرحلة باكتشاف المبنى الذي يتواجد فيه، ثم غرفته،
سريره... ويكتشف أيضا الذين يعيشون معه في الجناح، ثم يبدأ شيئا فشيئا
بالتعرُف على الأنظمة والقوانين الداخلية المعمول بها في السجن.
يحتاج الحدث في المرحلتين الأوليتين الى من يشعره بالأمان ويعرفه على
السجن ويطمئنه على وضع ملفه القضائي، فيكون همُه الأول معرفة ما سيحصل
له وكم من الوقت سيبقى في السجن. وبغياب هذه المعلومات يبقى الحدث بوضع
متقلب وغير مستقر . |
|
3-
مرحلة الالتزام |
|
لا يمكن البدء بأي خطوة تجاه إعادة تأهيل الحدث قبل طمأنته على وضع
ملفه القضائي ولدى وصوله الى مرحلة جلسات المحاكمة، تتخذ المتابعة
القضائية نمطا طبيعياً وتعطى الأولوية الى إعادة التأهيل التي تصبح
أكثر فعالية فيصبح الحدث قادرا على ان يخطو الى الأمام في مسيرة إعادة
التأهيل... وهي مسيرة في غاية الأهمية حيث أنه يتعرَف من خلالها على
أهمية التزامه بعملية التأهيل والإصلاح التي تساعده على تطوير سلوكه.
خاصة وإن قاضي الأحداث يبقى على اطلاع حول تطور الحدث من خلال التقرير
الذي يقدمه العامل الاجتماعي المختص. |
|
4-
مرحلة الإثارة |
|
تقع هذه المرحلة قبل خروج الحدث من السجن بفترة وجيزة. يعرف عندها
الحدث أنه سيطلق سراحه فيشعر بالفرح لان انتظاره الذي طال قد أشرف على
نهايته وسيتمكَن أخيرا من الاستمتاع بالحياة.
في هذه المرحلة من حياته في السجن يدخل الحدث في موجة من الخيال الواسع
والتخريف اذا صحَ القول. فيخيَل اليه عالم يحلو العيش فيه مع أفراد
العائلة والأصدقاء الذين ينتظرونه ويقبلون به كما هو ويسامحونه على
"الخطأ" الذي ارتكبه. فتتكوّن في مخيّلته رؤيا غير واقعيَة عن المجتمع
ويبني قصورا رملية لمشاريعه المستقبلية.... |
|
5-
مرحلة الإحباط |
|
يبدأ الحدث بالتفكير فعليا بخروجه من السجن. وتبدأ الأسئلة الحقيقية
بمراودة ذهنه: كيف سيجري استقباله ؟ ماذا سيفعل؟ هل سيتمكَن من مواجهة
هؤلاء الأشخاص؟ هل سيجد عملا؟ اين سينام ؟
تتميز هذه الفترة بأنها دقيقة وتتطلب مرافقة واقعية من قبل العامل
الاجتماعي للحدث ولأفراد عائلته على السواء. |
|
▪
الاستقبال
|
|
قبل دخول الحدث الى جناح الأحداث تتم احالته الى غرفة مخصصة للدخول,
وذلك بهدف اخضاعه الى الفحوصات الطبية الضرورية. بعد ذلك,
يتم التعرف على الحدث من قبل عامل اجتماعي ويجري معه البحث الاجتماعي
ليتسنى متابعة ملفه القضائي ويشرح له الأنظمة والقوانين المعتمدة في
الجناح من خلال كتيّب الاستقبال.
|
|
▪
المراقبة |
|
خلال هذه المرحلة يخضع الحدث للمراقبة لمدة شهر.
وهي عبارة عن عدة نشاطات تساعد على تحديد مستوى
المعرفة لديه, كما تخولنا تحديد قدرات الحدث لناحية مستواه المدرسي
والفكري والاجتماعي وتحديد مهاراته اليدوية. |
|
▪
التحويل |
|
على ضوء نتائج المراقبة تتم احالت الحدث إما الى البرامج التربوية, أو
الى البرامج المهنية. البرامج التثقيفية والترفيهية تطال جميع الأحداث. |
|
▪
التأهيل |
|
ان هذه المرحلة هي من أهم المراحل, بل هي المرحلة الأساسية, كونها تحث
الحدث على التطور على كافة المستويات. فالعامل الاجتماعي الذي يهتم
بمتابعة الحدث خلال هذه المرحلة يدرس ويناقش البرنامج التأهيلي الملائم
لمستواه المدرسي ولمؤهلاته المهنية, وينتقل من ثم الى توقيع العقد
التربوي الذي يحدد حقوق وواجبات الحدث, كما يتطرق الى نوع القصاصات
التي ستعتمد, في حال تخلف الحدث عن ٳتمام واجباته, وهذه القصاصات
يختارها الحدث بنفسه, الأمر الذي يسهل التزامه بها عند ضرورة اللجوء
اليها.
بعد ذلك يتابع العامل الاجتماعي مهمته في تقييم تطور الحدث بشكل منتظم,
بالاشتراك مع فريق العمل الذي يعنى بتثقيف أو بتدريب الحدث وذلك عبر
اجتماعات دورية وتسجيل ملاحظات أسبوعية. |
|
▪
مرحلة تحضير الحدث تمهيداً لخروجه من جناح الأحداث
|
|
ٳن ٳعادة اندماج الحدث المخالف للقوانين الجزائيّة بمجتمعه هي عملية
مكمّلة لعملية التأهيل, بل تعتبر مسألة أساسية كونها تساهم في الحد من
التكرار الجرمي. ٳن هذه العملية لا تبدأ بعد خروج الحدث من مكان
التوقيف, ٳنما يجب ان يبدأ التحضير لها منذ دخول هذا الأخير الى جناح
الأحداث حيث يسعى العامل الاجتماعي الذي سيتابعه بعد تركه مكان
التوقيف, الى بناء علاقة ثقة معه ومع عائلته, كما يسعى الى وضع الخطوط
العريضة للخطة التي سيعتمدها الحدث في عملية اعادة اندماجه.
|
البرامج التأهيلية
هي مجموعة برامج تهدف الى اعادة
تأهيل الحدث
|
|
|
|
